Monday, October 24, 2016





اليك يا امراتي

في يوم قلت لا هنا احد لنا
انت الذي افرحتني باقوالك و اصواتك
اليك كل يوم انا اشكو
انت وحدك انت وحدك
هل اني قلت لك رايت في منامي
ارجو لقاؤك اليوم الان
هل في الارض احد 
هو يقول لا عندي احد يحبني
هناك يا اخي هناك
هي
التي اعتيك هاذ الجسم
اليك يا امراتي هاذ الشعر

لاعب النرد
محمود درويش - فلسطين
مَنْ أَنا لأقول لكمْ
ما أَقولُ لكمْ ؟
وأَنا لم أكُنْ حجراً صَقَلَتْهُ المياهُ
فأصبح وجهاً
ولا قَصَباً ثقَبتْهُ الرياحُ
فأصبح نايًا ...
أَنا لاعب النَرْدِ ،
أَربح حيناً وأَخسر حيناً
أَنا مثلكمْ
أَو أَقلُّ قليلاً ...
وُلدتُ إلي جانب البئرِ
والشجراتِ الثلاثِ الوحيدات كالراهباتْ
وُلدتُ بلا زَفّةٍ وبلا قابلةْ
وسُمِّيتُ باسمي مُصَادَفَةً
وانتميتُ إلى عائلةْ
مصادفَةً ،
ووَرِثْتُ ملامحها والصفاتْ
وأَمراضَها :
أَولاً - خَلَلاً في شرايينها
وضغطَ دمٍ مرتفعْ
ثانياً - خجلاً في مخاطبة الأمِّ والأَبِ
والجدَّةِ - الشجرةْ
ثالثاً - أَملاً في الشفاء من الانفلونزا
بفنجان بابونج ٍ ساخن ٍ
رابعاً - كسلاً في الحديث عن الظبي والقُبَّرة
خامساً - مللاً في ليالي الشتاءْ
سادساً - فشلاً فادحاً في الغناءْ ...
ليس لي أَيُّ دورٍ بما كنتُ
كانت مصادفةً أَن أكونْ
ذَكَراً ...
ومصادفةً أَن أَرى قمراً
شاحباً مثلَ ليمونة يَتحرَّشُ بالساهرات
ولم أَجتهدْ
كي أَجدْ
شامةً في أَشدّ مواضع جسميَ سِرِّيةً !
كان يمكن أن لا أكونْ
كان يمكن أن لا يكون أَبي
قد تزوَّج أُمي مصادفةً
أَو أكونْ
مثل أُختي التي صرخت ثم ماتت
ولم تنتبه
إلى أَنها وُلدت ساعةً واحدَة
ولم تعرفِ الوالدَة ...
أَو : كَبَيْض حَمَامٍ تكسَّرَ
قبل انبلاج فِراخ الحمام من الكِلْسِ /
كانت مصادفة أَن أكون
أنا الحيّ في حادث الباصِ
حيث تأخَّرْتُ عن رحلتي المدرسيّة ْ
لأني نسيتُ الوجود وأَحواله
عندما كنت أَقرأ في الليل قصَّةَ حُبٍّ
تَقمَّصْتُ دور المؤلف فيها
ودورَ الحبيب - الضحيَّة
فكنتُ شهيدَ الهوى في الروايةِ
والحيَّ في حادث السيرِ /
لا دورَ لي في المزاح مع البحرِ
لكنني وَلَدٌ طائشٌ
من هُواة التسكّع في جاذبيّة ماءٍ
ينادي : تعال إليّْ !
ولا دورَ لي في النجاة من البحرِ
أَنْقَذَني نورسٌ آدميٌّ
رأى الموج يصطادني ويشلُّ يديّْ
كان يمكن أَلاَّ أكون مُصاباً
بجنِّ المُعَلَّقة الجاهليّةِ
لو أَن بوَّابة الدار كانت شماليّةً
لا تطلُّ على البحرِ
لو أَن دوريّةَ الجيش لم ترَ نارَ القِرى
تخبز الليلَ
لو أَن خمسةَ عشرَ شهيداً
أَعادوا بناء المتاريسِ
لو أَن ذاك المكانَ الزراعيَّ لم ينكسرْ
رُبَّما صرتُ زيتونةً
أو مُعلّمَ جغرافيا
أو خبيراً بمملكة النمل
أو حارساً للصّدى !
مَنْ أنا لأقولَ لكم
ما أقولُ لكم
عند باب الكنيسةْ
ولستُ سوى رميةِ النرد
ما بين مُفْتَرِس ٍ وفريسةْ
ربحت مزيداً من الصحو
لا لأكون سعيداً بليلتيَ المقمرةْ
بل لكي أَشهد المجزرةْ
نجوتُ مصادفةً : كُنْتُ أَصغرَ من هَدَف عسكريّ
وأكبرَ من نحلة تتنقل بين زهور السياجْ
وخفتُ كثيراً على إخوتي وأَبي
وخفتُ على زَمَن ٍ من زجاجْ
وخفتُ على قطتي وعلى أَرنبي
وعلى قمر ساحر فوق مئذنة المسجد العاليةْ
وخفت على عِنَبِ الداليةْ
يتدلّي كأثداء كلبتنا ...
ومشى الخوفُ بي ومشيت بهِ
حافياً ، ناسياً ذكرياتي الصغيرة عمّا أُريدُ
من الغد - لا وقت للغد -
أَمشي / أهرولُ / أركضُ / أصعدُ / أنزلُ / أصرخُ / أَنبحُ / أعوي / أنادي / أولولُ / أُسرعُ / أُبطئ / أهوي / أخفُّ / أجفُّ / أسيرُ / أطيرُ / أرى / لا أرى / أتعثَّرُ / أَصفرُّ / أخضرُّ / أزرقُّ / أنشقُّ / أجهشُ / أعطشُ / أتعبُ / أسغَبُ / أسقطُ / أنهضُ / أركضُ / أنسى / أرى / لا أرى / أتذكَّرُ / أَسمعُ / أُبصرُ / أهذي / أُهَلْوِس / أهمسُ / أصرخُ / لا أستطيع / أَئنُّ / أُجنّ / أَضلّ / أقِلُّ / وأكثُرُ / أسقط / أعلو / وأهبط / أُدْمَى / ويغمى عليّْ /
ومن حسن حظّيَ أن الذئاب اختفت من هناك
مُصَادفةً ، أو هروباً من الجيش ِ /
لا دور لي في حياتي
سوى أَنني ،
عندما عَلّمتني تراتيلها ،
قلتُ : هل من مزيد ؟
وأَوقدتُ قنديلها
ثم حاولتُ تعديلها ...
كان يمكن أن لا أكون سُنُونُوَّةً
لو أرادت لِيَ الريحُ ذلك ،
والريح حظُّ المسافرِ ...
شمْألتُ ، شرَّقتُ ، غَرَّبتُ
أما الجنوب فكان قصياً عصيّاً عليّ
لأنّ الجنوب بلادي
فصرتُ مجاز سُنُونُوَّةٍ لأحلِّق فوق حطامي
ربيعاً خريفاً ..
أُعمِّدُ ريشي بغيم البحيرةِ
ثم أُطيل سلامي
على الناصريِّ الذي لا يموتُ
لأن به نَفَسَ الله
والله حظُّ النبيّ ...
ومن حسن حظّيَ أَنيَ جارُ الأُلوهةِ ...
من سوء حظّيَ أَن الصليب
هو السُلَّمُ الأزليُّ إلى غدنا !
مَنْ أَنا لأقولَ لكم
ما أقولُ لكم ،
مَنْ أنا ؟
كان يمكن أن لا يحالفني الوحيُ
والوحي حظُّ الوحيدين
إنَّ القصيدة رَمْيَةُ نَرْدٍ
على رُقْعَةٍ من ظلامْ
تشعُّ ، وقد لا تشعُّ
فيهوي الكلامْ
كريش على الرملِ /
لا دَوْرَ لي في القصيدة
غيرُ امتثالي لإيقاعها :
حركاتِ الأحاسيس حسّاً يعدِّل حساً
وحَدْساً يُنَزِّلُ معنىً
وغيبوبة في صدى الكلمات
وصورة نفسي التي انتقلت
من أَنايَ إلى غيرها
واعتمادي على نَفَسِي
وحنيني إلى النبعِ /
لا دور لي في القصيدة إلاَّ
إذا انقطع الوحيُ
والوحيُ حظُّ المهارة إذ تجتهدْ
كان يمكن ألاَّ أُحبّ الفتاة التي
سألتني : كمِ الساعةُ الآنَ ؟
لو لم أَكن في طريقي إلى السينما ...
كان يمكن ألاَّ تكون خلاسيّةً مثلما
هي ، أو خاطراً غامقاً مبهما ...
هكذا تولد الكلماتُ . أُدرِّبُ قلبي
على الحب كي يَسَعَ الورد والشوكَ ...
صوفيَّةٌ مفرداتي . وحسِّيَّةٌ رغباتي
ولستُ أنا مَنْ أنا الآن إلاَّ
إذا التقتِ الإثنتان ِ :
أَنا ، وأَنا الأنثويَّةُ
يا حُبّ ! ما أَنت ؟ كم أنتَ أنتَ
ولا أنتَ . يا حبّ ! هُبَّ علينا
عواصفَ رعديّةً كي نصير إلى ما تحبُّ
لنا من حلول السماويِّ في الجسديّ .
وذُبْ في مصبّ يفيض من الجانبين .
فأنت - وإن كنت تظهر أَو تَتَبطَّنُ -
لا شكل لك
ونحن نحبك حين نحبُّ مصادفةً
أَنت حظّ المساكين /
من سوء حظّيَ أَني نجوت مراراً
من الموت حبّاً
ومن حُسْن حظّي أنيَ ما زلت هشاً
لأدخل في التجربةْ !
يقول المحبُّ المجرِّبُ في سرِّه :
هو الحبُّ كذبتنا الصادقةْ
فتسمعه العاشقةْ
وتقول : هو الحبّ ، يأتي ويذهبُ
كالبرق والصاعقة
للحياة أقول : على مهلك ، انتظريني
إلى أن تجفُّ الثُمَالَةُ في قَدَحي ...
في الحديقة وردٌ مَشاع ، ولا يستطيع الهواءُ
الفكاكَ من الوردةِ /
انتظريني لئلاَّ تفرَّ العنادلُ مِنِّي
فاُخطئ في اللحنِ /
في الساحة المنشدون يَشُدُّون أوتار آلاتهمْ
لنشيد الوداع . على مَهْلِكِ اختصريني
لئلاَّ يطول النشيد ، فينقطع النبرُ بين المطالع ،
وَهْيَ ثنائيَّةٌ والختامِ الأُحاديّ :
تحيا الحياة !
على رسلك احتضنيني لئلاَّ تبعثرني الريحُ /
حتى على الريح ، لا أستطيع الفكاك
من الأبجدية /
لولا وقوفي على جَبَل ٍ
لفرحتُ بصومعة النسر : لا ضوءَ أَعلى !
ولكنَّ مجداً كهذا المُتوَّجِ بالذهب الأزرق اللانهائيِّ
صعبُ الزيارة : يبقى الوحيدُ هناك وحيداً
ولا يستطيع النزول على قدميه
فلا النسر يمشي
ولا البشريُّ يطير
فيا لكِ من قمَّة تشبه الهاوية
أنتِ يا عزلة الجبل العالية !
ليس لي أيُّ دور بما كُنْتُ
أو سأكونْ ...
هو الحظُّ . والحظ لا اسمَ لَهُ
قد نُسَمِّيه حدَّادَ أَقدارنا
أو نُسَمِّيه ساعي بريد السماء
نُسَمِّيه نجَّارَ تَخْتِ الوليد ونعشِ الفقيد
نسمّيه خادم آلهة في أساطيرَ
نحن الذين كتبنا النصوص لهم
واختبأنا وراء الأولمب ...
فصدَّقهم باعةُ الخزف الجائعون
وكَذَّبَنا سادةُ الذهب المتخمون
ومن سوء حظ المؤلف أنّ الخيال
هو الواقعيُّ على خشبات المسارح ِ /
خلف الكواليس يختلف الأَمرُ
ليس السؤال : متى ؟
بل : لماذا ؟ وكيف ؟ وَمَنْ
مَنْ أنا لأقولَ لكم
ما أقولُ لكم ؟
كان يمكن أن لا أكون
وأن تقع القافلةْ
في كمين ، وأن تنقُصَ العائلةْ
ولداً ،
هو هذا الذي يكتب الآن هذي القصيدةَ
حرفاً فحرفاً ، ونزفاً ونزفاً
على هذه الكنبةْ
بدمٍ أسود اللون ، لا هو حبر الغراب
ولا صوتُهُ ،
بل هو الليل مُعْتَصَراً كلُّه
قطرةً قطرةً ، بيد الحظِّ والموهبةْ
كان يمكن أن يربح الشعرُ أكثرَ لو
لم يكن هو ، لا غيره ، هُدْهُداً
فوق فُوَهَّة الهاويةْ
ربما قال : لو كنتُ غيري
لصرتُ أنا، مرَّةً ثانيةْ
هكذا أَتحايل : نرْسيسُ ليس جميلاً
كما ظنّ . لكنّ صُنَّاعَهُ
ورَّطوهُ بمرآته . فأطال تأمُّلَهُ
في الهواء المقَطَّر بالماء ...
لو كان في وسعه أن يرى غيره
لأحبَّ فتاةً تحملق فيه ،
وتنسى الأيائل تركض بين الزنابق والأقحوان ...
ولو كان أَذكى قليلاً
لحطَّم مرآتَهُ
ورأى كم هو الآخرون ...
ولو كان حُرّاً لما صار أُسطورةً ...
والسرابُ كتابُ المسافر في البِيد ...
لولاه ، لولا السراب ، لما واصل السيرَ
بحثاً عن الماء . هذا سحاب - يقول
ويحمل إبريق آماله بِيَدٍ وبأخرى
يشدُّ على خصره . ويدقُّ خطاه على الرمل ِ
كي يجمع الغيم في حُفْرةٍ . والسراب يناديه
يُغْويه ، يخدعه ، ثم يرفعه فوق : إقرأ
إذا ما استطعتَ القراءةَ . واكتبْ إذا
ما استطعت الكتابة . يقرأ : ماء ، وماء ، وماء .
ويكتب سطراً على الرمل : لولا السراب
لما كنت حيّاً إلى الآن /
من حسن حظِّ المسافر أن الأملْ
توأمُ اليأس ، أو شعرُهُ المرتجَل
حين تبدو السماءُ رماديّةً
وأَرى وردة نَتَأَتْ فجأةً
من شقوق جدارْ
لا أقول : السماء رماديّةٌ
بل أطيل التفرُّس في وردةٍ
وأَقول لها : يا له من نهارْ !
ولاثنين من أصدقائي أقول على مدخل الليل :
إن كان لا بُدَّ من حُلُم ، فليكُنْ
مثلنا ... وبسيطاً
كأنْ : نَتَعَشَّى معاً بعد يَوْمَيْنِ
نحن الثلاثة ،
مُحْتَفلين بصدق النبوءة في حُلْمنا
وبأنَّ الثلاثة لم ينقصوا واحداً
منذ يومين ،
فلنحتفل بسوناتا القمرْ
وتسامُحِ موتٍ رآنا معاً سعداء
فغضَّ النظرْ !
لا أَقول : الحياة بعيداً هناك حقيقيَّةٌ
وخياليَّةُ الأمكنةْ
بل أقول : الحياة ، هنا ، ممكنةْ
ومصادفةً ، صارت الأرض أرضاً مُقَدَّسَةً
لا لأنَّ بحيراتها ورباها وأشجارها
نسخةٌ عن فراديس علويَّةٍ
بل لأن نبيّاً تمشَّى هناك
وصلَّى على صخرة فبكتْ
وهوى التلُّ من خشية الله
مُغْمىً عليه
ومصادفةً ، صار منحدر الحقل في بَلَدٍ
متحفاً للهباء ...
لأن ألوفاً من الجند ماتت هناك
من الجانبين ، دفاعاً عن القائِدَيْنِ اللذين
يقولان : هيّا . وينتظران الغنائمَ في
خيمتين حريريّتَين من الجهتين ...
يموت الجنود مراراً ولا يعلمون
إلى الآن مَنْ كان منتصراً !
ومصادفةً ، عاش بعض الرواة وقالوا :
لو انتصر الآخرون على الآخرين
لكانت لتاريخنا البشريّ عناوينُ أُخرى
أُحبك خضراءَ . يا أرضُ خضراءَ . تُفَّاحَةً
تتموَّج في الضوء والماء . خضراء . ليلُكِ
أَخضر . فجرك أَخضر . فلتزرعيني برفق...
برفق ِ يَدِ الأم ، في حفنة من هواء .
أَنا بذرة من بذورك خضراء ... /
تلك القصيدة ليس لها شاعر واحدٌ
كان يمكن ألا تكون غنائيَّةَ ...
من أنا لأقولَ لكم
ما أَقولُ لكم ؟
كان يمكن أَلاَّ أكون أَنا مَنْ أَنا
كان يمكن أَلاَّ أكون هنا ...
كان يمكن أَن تسقط الطائرةْ
بي صباحاً ،
ومن حسن حظّيَ أَني نَؤُومُ الضحى
فتأخَّرْتُ عن موعد الطائرةْ
كان يمكن أَلاَّ أرى الشام والقاهرةْ
ولا متحف اللوفر ، والمدنَ الساحرةْ
كان يمكن ، لو كنت أَبطأَ في المشي ،
أَن تقطع البندقيّةُ ظلِّي
عن الأرزة الساهرةْ
كان يمكن ، لو كنتُ أَسرع في المشي ،
أَن أَتشظّي
وأصبح خاطرةً عابرةْ
كان يمكن ، لو كُنْتُ أَسرف في الحلم ،
أَن أَفقد الذاكرة .
ومن حسن حظِّيَ أَني أنام وحيداً
فأصغي إلى جسدي
وأُصدِّقُ موهبتي في اكتشاف الألمْ
فأنادي الطبيب، قُبَيل الوفاة، بعشر دقائق
عشرُ دقائق تكفي لأحيا مُصَادَفَةً
وأُخيِّبَ ظنّ العدمْ
مَنْ أَنا لأخيِّبَ ظنَّ العدمْ ؟
مَنْ أنا ؟ مَنْ أنا ؟

Sunday, October 23, 2016

الشّافعي تعمدني بنصحك في انفرادي وجنبني النّصيحة في الجماعة فإنّ النّصح بين النّاس نوع من التّوبيخ لا أرضى استماعه وإن خالفتني وعصيت قولي فلا تجزع إذا لم تعط طاعه احفظ لسانـــك أيّها الإنسان لا يلدغنك إنّه ثعبان كم في المقابر من قتيل لسانه كانت تهاب لقاءه الأقران أخي لن تنال العلم إلا بستّة سأنبيك عن تفصيلها ببيان ذكاءٌ وحرصٌ واجتهادٌ وبَلْغةٌ وصحبةُ أستاذٍ وطولُ زمانِ وجدت سكوتي متجراً فلزمته إذا لم أجد ربحاً فلست بخاسر وما الصّمت إلا في الرّجال متاجر وتاجره يعلو على كل تاجر رأيت القناعة رأس الغنى فصرت بأذيالها متمسك فلا ذا يراني على بابه ولا ذا يراني به منهمك فصرت غنيّاً بلا درهم أمر على النّاس شبه الملك يريد المرء أن يعطى مناه ويأبى الله إلا ما أراد يقول المرء فائدتي ومالي وتقوى الله أفضل ما استفاد ولولا الشّعر بالعلماء يزري لكنت اليوم أشعر من لبيد وأشجع في الوغى من كل ليث وآل مُهلّب وبني يزيد ولولا خشية الرّحمن ربي حسبت النّاس كلهم عبيدي يا من يعانق دنيا لا بقاء لها يمسي ويصبح في دنياه سافرا هلا تركت لذي الدّنيا معانقة حتّى تعانق في الفردوس أبكارا إن كنت تبغي جنان الخلد تسكنها فينبغي لك ألّا تأمن النّارا يخاطبني السّفيه بكل قبح فأكره أن أكون له مُجيبا يزيد سفاهة فأزيد حلما كعود زاده الإحراق طيبا وأنطقت الدّراهم بعد صمت أناسا بعدما كانوا سكوتا فما عطفوا على أحد بفضل ولا عرفوا لمكرمة ثبوتا ولربّ نازلة يضيق لها الفتى ذرعاً وعند الله منها المخرج ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنّها لا تفرج لما عفوت ولم أحقد على أحد أرحت نفسي من هم العداوات إنّي أُحيّي عدوي عند رؤيته لأدفع الشّر عني بالتّحيات وأظهر البشر للإنسان أبغضه كما إن قد حشى قلبي مودّات دع الأيام تفعل ما تشاء وطِب نفساً إذا حكم القضاء ولا تجزع لحادثة اللّيالي فما لحوادث الدّنيا بقاء وكن رجلاً على الأهوال جلداً وشيمتك السّماحة والوفاء وإن كثرت عيوبك في البرايا وسَرّك أن يكون لها غطاء تستر بالسّخاء فكل عيب يغطّيه كما قيل السّخاء ولا تر للأعادي قطّ ذُلّاً فإنّ شماتة الأعدا بلاء ولا ترج السّماحة من بخيل فما في النّار للظّمآن ماء ورزقك ليس ينقصه التّأني وليس يزيد في الرّزق العناء ولا حزن يدوم ولا سرور ولا بؤس عليك ولا رخاء إذا ما كنت ذا قلب قنوع فأنت ومالك الدّنيا سواء ومن نزلت بساحته المنايا فلا أرض تقيه ولا سماء وأرض الله واسعة ولكن إذا نزل القضا ضاق الفضاء دع الأيام تغدر كلّ حين فما يغني عن الموت الدّواء سهرت أعين ونامت عيون في أمور تكون أو لا تكون فادرأ الهمّ ما استطعت عن النّفس فحملانك الهموم جنون إنّ ربّاً كفاك بالأمس ما كان سيكفيك في غد ما يكون كلّ العلوم سوى القرآن مشغلة إلّا الحديث وعلم الفقه في الدّين العلم ما كان فيه قال حدّثنا وما سوى ذاك وسواس الشّياطين قلبي برحمتك اللّهم ذو أنس في السّر والجهر والإِصباح والغَلَس ما تقلّبت من نومي وفي سنتي إلّا وذكرك بين النَّفْسِ والنَّفَسِ لقد مننت على قلبي بمعرفة بأنّك الله ذو الآلاء والقدس وقد أتيت ذنوباً أنت تعلمها ولم تكن فاضحي فيها بفعل مسّي فامنن علي بذكر الصالحين ولا تجعل علي إذا في الدين من لبس وكن معي طول دنياي وآخرتي ويوم حشري بما أنزلت في عبس إنّ لله عباداً فطناً تركوا الدّنيا وخافوا الفتنا نظروا فيها فلمّا علموا أنّها ليست لحيّ وطناً جعلوها لجّة واتّخذوا صالح الأعمال فيها سفنا إذا أصبحت عندي قوت يومي فخلِّ الهمّ عنّي يا سعيد ولا تخطر هموم غدٍ ببالي فإنّ غداً له رزق جديد أسلم إن أراد الله أمراً فأترك ما أريد لما يريد قالوا سكت وقد خوصمت قلت لهم إنّ الجواب لباب الشّر مفتاح والصّمت عن جاهل أو أحمق شرف وفيه أيضاً لصون العرض إصلاح أما ترى الأُسد تخشى وهي صامتة والكلب يخشى لعمري وهو نبّاح كن ساكناً في ذا الزّمان بسيره وعن الورى كن راهباً في ديره واغسل يديك من الزّمان وأهله واحذر مودّتهم تنل من خيره إنّي أطلعت فلم أجد لي صاحباً أصحبه في الدّهر ولا في غيره فتركت أسفلهم لكثرة شرّه وتركت أعلاهم لقلّة خيره إنّ الفقيه هو الفقيه بفعله ليس الفقيه بنطقه ومقاله وكذا الرّئيس هو الرّئيس بخلقه ليس الرّئيس بقومه ورجاله وكذا الغني هو الغني بحاله ليس الغني بملكه وبماله إذا رمت أن تحيا سليماً من الرّدى ودينك موفور وعرضك صيّن فلا ينطقنّ منك اللّسان بسوأة فكلك سوءات وللنّاس ألسن وعيناك إن أبدت إليك معائباً فدعها وقل يا عين للنّاس أعين وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى ودافع ولكن بالتي هي أحسن أرى حُمراً ترعى وتعلف ما تهوى وأُسداً جياعاً تظمأ الدّهر لا تروى وأشراف قوم لا ينالون قوتهم وقوماً لِئاماً تأكل المنّ والسّلوى قضاء لديّان الخلائق سابق وليس على مرّ القضا أحد يقوى فمن عرف الدّهر الخؤون وصرفه تصبر للبلوى ولم يظهر الشّكوى الدهر يومان ذا أمن وذا خطر والعيش عيشان ذا صفو وذا كدر أما ترى البحر تعلو فوقه جيف وتستقر بأقصى قاعه الدّرر وفي السّماء نجوم لا عداد لها وليس يكسف إلا الشّمس والقمر لقلع ضرسٍ وضربٍ حبس ونزع نفسٍ ورد أمس وقرّ بردٍ وقود فرد ودبغ جلد بغير شمس وأكل ضب وصيد دب وصرف حبّ بأرض خرس ونفخ نار وحمل عار وبيع دار بربع فلس وبيع خف وعدم إلف وضرب إلف بحبل قلس أهون من وقفة الحر يرجو نوالاً بباب نحس عفواً تعف نساؤكم في المحرم وتجنّبوا ما لا يليق بمسلم إن الزّنا دين فإن أقرضته كان الوفا من أهل بيتك فاعلم يا هاتكا حرم الرّجال وقاطعاً سبل المودّة عشت غير مكرم لو كنت حرّاً من سلالة ماجد ما كنت هتاكاً لحرمة مسلم من يزن يزن به ولو بجداره إن كنت يا هذا لبيبا فافهم من يزن في قوم بألفيّ درهم يزن في أهل بيته ولو بالدّرهم أبو العتاهية من أفضل قصائد ما يأتي: مَا استَعبَدَ الحِرْصُ مَنْ لهُ أدَبُ مَا استَعبَدَ الحِرْصُ مَنْ لهُ أدَبُ للمَرْءِ في الحِرْصِ همّة ٌ عَجَبُ للّهِ عَقلُ الحَريصِ كَيفَ لَهُ فِي جمعِ مالٍ مَا لَهُ أدَبُ مَا زالَ حِرْصُ الحرِيصِ يُطْمِعُهُ في دَرْكِهِ الشّيءَ، دونَه الطّلَبُ مَا طابَ عيشُ الحريصِ قَطُّ ولاَ فارَقَهُ التّعسُ مِنْهُ والنّصَبُ البَغْيُ والحِرْصُ والهَوَى فِتَنٌ لم يَنْجُ عنها عُجْمٌ ولا عَربُ ليَسَ على المَرْءِ في قَناعَتِهِ إنْ هيَ صَحّتْ، أذًى ولا نَصبُ مَن لم يكِنْ بالكَفافِ مُقْتَنِعاً لَمْ تكفِهِ الأرْضُ كلُّهَا ذَهَبُ مَنْ أمكَنَ الشَّكَّ مِنْ عزِيمتِهِ لَمْ يَزَلِ الرّأْيُ مِنْهُ يضْطَرِبُ مَنْ عَرَفَ الدَّهْرُ لمْ يزلْ حذراً يَحذرُ شِدَّاتِهِ ويرْتقِبُ مَنْ لَزِمَ الحِقْدَ لم يَزَلْ كَمِداً تُغرِقُهُ، في بُحُورِها، الكُرَبُ المَرْءُ مُستَأنِسٌ بمَنْزِلَة ٍ تُقْتَلُ سُكّانُها، وتُستَلَبُ والمرءُ فِي لهوهِ وباطِلِهِ والمَوْتُ مِنْهُ فِي الكُلِّ مقتَرِبُ يا خائفَ الموتِ زالَ عنكَ صِبّاً والعُجْبُ واللّهْوُ مِنكَ واللّعِبُ دارُكَ تَنعَى إلَيكَ ساكِنَهَا قَصرُكَ تُبلي جَديدَهُ الحِقَبُ يا جامِعَ المالِ منذُ كانَ غداً يأْتِي عَلَى ما جمعتَهُ الحرَبُ إيَّاكَ أنْ تأْمَنَ الزَّمَانَ فَمَا زالَ عَلَيْنَا الزّمانُ يَنْقَلِبُ إيَّاكَ والظُّلْمَ إنَّهُ ظُلَمٌ إيَّاكَ والظَّنُّ إِنَّهُ كذِبُ بينَا تَرَى القَوْمَ فِي مَجَلَّتِهِمْ إذْ قيلَ بادوا، وقيلَ قَد ذَهَبُوا إنِّي رأَيْتُ الشَّرِيفَ معتَرِفاً مُصْطَبِراً للحُقُوق، إذْ تَجِبُ وقدْ عَرَفْتُ اللِّئامَ لَيْسَ لهمْ عَهْدٌ، ولا خِلّة ٌ، ولا حَسَبُ احذَرْ عَلَيْكَ اللِّئامَ إنَّهُمُ لَيسَ يُبالُونَ منكَ ما رَكِبُوا فنِصْفُ خَلْقِ اللِّئامِ مُذْ خُلِقُوا ذُلٌّ ذَليلٌ، ونِصْفُهُ شَغَبُ فِرَّ مِنَ اللُّؤْمِ واللِّئامِ وَلاَ تَدْنُ إليْهِمْ فَإنَّهُمْ جَرَبُ أذَلَّ الحِرْصُ والطَّمَعُ الرِّقابَا أذَلَّ الحِرْصُ والطَّمَعُ الرِّقابَا وقَد يَعفو الكَريمُ، إذا استَرَابَا إذا اتَّضَحَ الصَّوابُ فلا تَدْعُهُ فإنّكَ قلّما ذُقتَ الصّوابَا وَجَدْتَ لَهُ على اللّهَواتِ بَرْداً كَبَرْدِ الماءِ حِينَ صَفَا وطَابَا ولَيسَ بحاكِمٍ مَنْ لا يُبَالي أأخْطأَ فِي الحُكومَةَِ أمْ أصَابَا وإن لكل تلخيص لوجها وإن لكل مسألة جوابا وإنّ لكُلّ حادِثَة ٍ لوَقْتاً وإنّ لكُلّ ذي عَمَلٍ حِسَابَا وإنّ لكُلّ مُطّلَعٍ لَحَدّاً وإنّ لكُلّ ذي أجَلٍ كِتابَا وكل سَلامَة ٍ تَعِدُ المَنَايَا وكلُّ عِمارَة ٍ تَعِدُ الخَرابَا وكُلُّ مُمَلَّكٍ سَيَصِيرُ يَوْماً وما مَلَكَتْ يَداهُ مَعاً تُرابَا أبَتْ طَرَفاتُ كُلّ قَريرِ عَينٍ بِهَا إلاَّ اضطِراباً وانقِلاَبا كأنَّ محَاسِنَ الدُّنيا سَرَابٌ وأيُّ يَدٍ تَناوَلَتِ السّرابَا وإنْ يكُ منيَة ٌ عجِلَتْ بشيءٍ تُسَرُّ بهِ فإنَّ لَهَا ذَهَابَا فَيا عَجَبَا تَموتُ، وأنتَ تَبني وتتَّخِذُ المصَانِعَ والقِبَابَا أرَاكَ وكُلَّما فَتَّحْتَ بَاباً مِنَ الدُّنيَا فَتَّحَتَ عليْكَ نَابَا ألَمْ ترَ أنَّ غُدوَة َ كُلِّ يومٍ تزِيدُكَ مِنْ منيَّتكَ اقترابَا وحُقَّ لموقِنٍ بالموْتِ أنْ لاَ يُسَوّغَهُ الطّعامَ، ولا الشّرَابَا يدبِّرُ مَا تَرَى مَلْكٌ عَزِيزٌ بِهِ شَهِدَتْ حَوَادِثُهُ رِغَابَا ألَيسَ اللّهُ في كُلٍّ قَريباً؟ بلى! من حَيثُ ما نُودي أجابَا ولَمْ تَرَ سائلاً للهِ أكْدَى ولمْ تَرَ رَاجياً للهِ خَابَا رأَيْتَ الرُّوحَ جَدْبَ العَيْشِ لمَّا عرَفتَ العيشَ مخضاً، واحتِلابَا ولَسْتَ بغالِبِ الشَّهَواتِ حَتَّى تَعِدُّ لَهُنَّ صَبْراً واحْتِسَابَا فَكُلُّ مُصِيبة ٍ عَظُمَتْ وجَلَّت تَخِفُّ إِذَا رَجَوْتَ لَهَا ثَوَابَا كَبِرْنَا أيُّهَا الأتَرابُ حَتَّى كأنّا لم نكُنْ حِيناً شَبَابَا وكُنَّا كالغُصُونِ إِذَا تَثَنَّتْ مِنَ الرّيحانِ مُونِعَة ً رِطَابَا إلى كَمْ طُولُ صَبْوَتِنا بدارٍ رَأَيْتَ لَهَا اغْتِصَاباً واسْتِلاَبَا ألا ما للكُهُولِ وللتّصابي إذَا مَا اغْتَرَّ مُكْتَهِلٌ تَصَابَى فزِعْتُ إلى خِضَابِ الشَّيْبِ منِّي وإنّ نُصُولَهُ فَضَحَ الخِضَابَا مَضَى عنِّي الشَّبَابُ بِغَيرِ رَدٍّ فعنْدَ اللهِ احْتَسِبُ الشَّبَابَا وما مِنْ غايَة ٍ إلاّ المَنَايَا لِمَنْ خَلِقَتْ شَبيبَتُهُ وشَابَا أبو العلاء المعرّي من أشعاره في الحكمة ما يأتي: حياةٌ عناءٌ حياةٌ عناءٌ، وموتٌ عنا فليتَ بَعيدَ حِمامٍ دَنا يدٌ صفرَتْ، ولَهاةٌ ذوَتْ ونفسٌ تمنّتْ، وطَرفٌ رَنا ومَوقدُ نيرانه في الدّجى يرومُ سناءً برفع السّنا يحاولُ من عاش سَترَ القميصِ ومَلْءَ الخميص، وبُرْءَ الضّنى ومنْ ضمَّهُ جدثٌ لم يُبَلْ على ما أفادَ، ولا ما اقتنى يصيرُ تراباً، سَواءٌ عليه مسُّ الحرير، وطعنُ القنا وشُربُ الفَناء بخَضرِ الفِرنْدِ كأنّ، على آُسّهِنّ، الفِنا ولا يزدهي غضبٌ حِلمَهُ ألقَّبه ذاكرٌ أم كَنا يُهنّأُ، بالخير، من نالَهُ وليسَ الهَناءُ على ما هُنا وأقربْ، لمن كان في غبطةٍ بلقيا المُنى من لقاءِ المَنا أعائبةٌ جسدي روحُه وما زالَ يخدُمُ، حتّى ونى وقد كلّفَتْه أعاجيبَها فطوراً فُرادى، وطوراً ثُنا ينافي ابنُ آدمَ حالَ الغصون فهاتيك أجنتْ، وهذا جنى تُغيّرُ حِنّاؤه شيبَهُ فهل غيّرَ الظهرَ لما انحنى إذا هو لَمْ يُخْنِ دهرٌ عليه جاءَ الفريَّ، وقال الخنى وسِيّانِ مَن أُمُّهُ حُرّةٌ حصانٌ، ومَن أُمُّهُ فَرْتنا ولي مَوْرْدٌ بإناءِ المَنونِ ولكنّ ميقاتَهُ ما أنى زمانٌ يخاطبُ أبناءَه جِهاراً، وقد جهلوا ما عنى يبدِّلُ باليُسرِ إعدامَهُ وتَهدِمُ أحداثُه ما بنى لقد فزتَ إن كنتَ تُعطى الجِنانَ بمكّة، إذ زُرْتها، أو مِنى لو اتّبَعُوني لو اتّبَعُوني، وَيحَهُمْ، لهديْتُهُمْ إلى الحقّ، أوْ نهجٍ لذاكَ مقاربِ فقدْ عشتُ حتّى ملّني، ومَللْتُه زَماني، وناجتْني عيونُ التّجارب إذا حانَ وقتي، فالمثقَّفُ طاعِني بغيرِ معينٍ، والمهنّدُ ضاربي وإنّا، من الغَبراءِ، فوقَ مَطيّةٍ مُذَلَّلةٍ، ما أمكنَتْ يدَ خارِب فمن لي بأرْضٍ رَحبْةٍ، لا يحلُّها سِوايَ، تضاهي دارةَ المتقارب فما للفتى إلاّ انفرادٌ ووَحدةٌ إذا هوَ لم يُرْزَقْ بلوغَ المآرب فحاربْ وسالمْ، إن أردتَ، فإنّما أخو السِّلم، في الأيّام، مثل مُحارب لا تلبَسِ الدنيا لا تلبَسِ الدّنيا، فإنّ لباسَها سَقَمٌ، وعَرِّ الجسمَ من أثوابها أنا خائفٌ من شرّها، متوقِّعٌ إكآبَها، لا الشّرْبَ من أكوابها فلتفعلِ النّفسُ الجميلَ، لأنّهُ خيرٌ وأحسنُ، لا لأجلِ ثوابِها في بيتِهِ الحَكمُ، الذي هو صادقٌ فأتوا بيوتَ القومِ من أبوابِها وتخالُفُ الرّؤساءِ يشهدُ، مُقْسِماً: إنّ المعاشِرَ ما اهتدتْ لصوابِها وإذا لصوصُ الأرض أعيَتْ والياً ألقى السّؤالَ بها على تُوّابها جيِبتْ فلاةٌ للغنى، فأصابهُ نفرٌ، وصينَ الغيبُ عن جُوّابها آوى بها اللَّهُ الأنامَ، فما أوى لِمُحالفي دَدِها ولا أَوّابها زهير بن أبي سُلمى من أفضل شعر الحكمة في معلقته الشّهيرة: أَمِن أُمِّ أَوفى دِمنَةٌ لَم تَكَلَّمِ بِحَومانَةِ الدُرّاجِ فَالمُتَثَلَّمِ وَدارٌ لَها بِالرَقمَتَينِ كَأَنَّها مَراجِعُ وَشمٍ في نَواشِرِ مِعصَمِ بِها العَينُ وَالأَرآمُ يَمشينَ خِلفَةً وَأَطلاؤُها يَنهَضنَ مِن كُلِّ مَجثِمِ وَقَفتُ بِها مِن بَعدِ عِشرينَ حِجَّةً فَلَأياً عَرَفتُ الدّارَ بَعدَ التَوَهُّمِ أَثافِيَّ سُفعاً في مُعَرَّسِ مِرجَلٍ وَنُؤياً كَجِذمِ الحَوضِ لَم يَتَثَلَّمِ فَلَمّا عَرَفتُ الدارَ قُلتُ لِرَبعِها أَلا عِم صَباحاً أَيُّها الرَبعُ وَاِسلَمِ تَبَصَّر خَليلي هَل تَرى مِن ظَعائِنٍ تَحَمَّلنَ بِالعَلياءِ مِن فَوقِ جُرثُمِ عَلَونَ بِأَنماطٍ عِتاقٍ وَكِلَّةٍ وِرادٍ حَواشيها مُشاكِهَةِ الدَمِ وَفيهِنَّ مَلهىً لِلصَديقِ وَمَنظَرٌ أَنيقٌ لِعَينِ الناظِرِ المُتَوَسِّمِ بَكَرنَ بُكوراً وَاِستَحَرنَ بِسُحرَةٍ فَهُنَّ لِوادي الرَسِّ كَاليَدِ لِلفَمِ جَعَلنَ القَنانَ عَن يَمينٍ وَحَزنَهُ وَمَن بِالقَنانِ مِن مُحِلٍّ وَمُحرِمِ ظَهَرنَ مِنَ السوبانِ ثُمَّ جَزَعنَهُ عَلى كُلِّ قَينِيٍّ قَشيبٍ مُفَأَّمِ كَأَنَّ فُتاتَ العِهنِ في كُلِّ مَنزِلٍ نَزَلنَ بِهِ حَبُّ الفَنا لَم يُحَطَّمِ فَلَمّا وَرَدنَ الماءَ زُرقاً جِمامُهُ وَضَعنَ عِصِيَّ الحاضِرِ المُتَخَيِّمِ سَعى ساعِيا غَيظِ بنِ مُرَّةَ بَعدَما تَبَزَّلَ ما بَينَ العَشيرَةِ بِالدَمِ فَأَقسَمتُ بِالبَيتِ الَّذي طافَ حَولَهُ رِجالٌ بَنَوهُ مِن قُرَيشٍ وَجُرهُمِ يَميناً لَنِعمَ السَيِّدانِ وُجِدتُما عَلى كُلِّ حالٍ مِن سَحيلٍ وَمُبرَمِ تَدارَكتُما عَبساً وَذُبيانَ بَعدَما تَفانوا وَدَقّوا بَينَهُم عِطرَ مَنشِمِ وَقَد قُلتُما إِن نُدرِكِ السِلمَ واسِعاً بِمالٍ وَمَعروفٍ مِنَ الأَمرِ نَسلَمِ فَأَصبَحتُما مِنها عَلى خَيرِ مَوطِنٍ بَعيدَينِ فيها مِن عُقوقٍ وَمَأثَمِ عَظيمَينِ في عُليا مَعَدٍّ وَغَيرِها وَمَن يَستَبِح كَنزاً مِنَ المَجدِ يَعظُمِ فَأَصبَحَ يَجري فيهُمُ مِن تِلادِكُم مَغانِمُ شَتّى مِن إِفالِ المُزَنَّمِ تُعَفّى الكُلومُ بِالمِئينَ فَأَصبَحَت يُنَجِّمُها مَن لَيسَ فيها بِمُجرِمِ يُنَجِّمُها قَومٌ لِقَومٍ غَرامَةً وَلَم يُهَريقوا بَينَهُم مِلءَ مِحجَمِ فَمِن مُبلِغُ الأَحلافِ عَنّي رِسالَةً وَذُبيانَ هَل أَقسَمتُمُ كُلَّ مُقسَمِ فَلا تَكتُمُنَّ اللَهَ ما في نُفوسِكُم لِيَخفى وَمَهما يُكتَمِ اللَهُ يَعلَمِ يُؤَخَّر فَيوضَع في كِتابٍ فَيُدَّخَر لِيَومِ الحِسابِ أَو يُعَجَّل فَيُنقَمِ وَما الحَربُ إِلّا ما عَلِمتُم وَذُقتُمُ وَما هُوَ عَنها بِالحَديثِ المُرَجَّمِ مَتى تَبعَثوها تَبعَثوها ذَميمَةً وَتَضرَ إِذا ضَرَّيتُموها فَتَضرَمِ فَتَعرُكُّمُ عَركَ الرَحى بِثِفالِها وَتَلقَح كِشافاً ثُمَّ تَحمِل فَتُتئِمِ فَتُنتَج لَكُم غِلمانَ أَشأَمَ كُلُّهُم كَأَحمَرِ عادٍ ثُمَّ تُرضِع فَتَفطِمِ فَتُغلِل لَكُم ما لا تُغِلُّ لِأَهلِها قُرىً بِالعِراقِ مِن قَفيزٍ وَدِرهَمِ لَعَمري لَنِعمَ الحَيُّ جَرَّ عَلَيهِمُ بِما لا يُواتيهِم حُصَينُ بنُ ضَمضَمِ وَكانَ طَوى كَشحاً عَلى مُستَكِنَّةٍ فَلا هُوَ أَبداها وَلَم يَتَجَمجَمِ وَقالَ سَأَقضي حاجَتي ثُمَّ أَتَّقي عَدُوّي بِأَلفٍ مِن وَرائِيَ مُلجَمِ فَشَدَّ وَلَم تَفزَع بُيوتٌ كَثيرَةٌ لَدى حَيثُ أَلقَت رَحلَها أُمُّ قَشعَمِ لَدى أَسَدٍ شاكي السِلاحِ مُقَذَّفٍ لَهُ لِبَدٌ أَظفارُهُ لَم تُقَلَّمِ جَريءٍ مَتى يُظلَم يُعاقِب بِظُلمِهِ سَريعاً وَإِلّا يُبدَ بِالظُلمِ يَظلِمِ رَعَوا ما رَعَوا مِن ظِمئِهِم ثُمَّ أَورَدوا غِماراً تَسيلُ بِالرِماحِ وَبِالدَّمِ فَقَضَّوا مَنايا بَينَهُم ثُمَّ أَصدَروا إِلى كَلَأٍ مُستَوبِلٍ مُتَوَخَّمِ لَعَمرُكَ ما جَرَّت عَلَيهِم رِماحُهُم دَمَ اِبنِ نَهيكٍ أَو قَتيلِ المُثَلَّمِ وَلا شارَكوا في القَومِ في دَمِ نَوفَلٍ وَلا وَهَبٍ مِنهُم وَلا اِبنِ المُحَزَّمِ فَكُلّاً أَراهُم أَصبَحوا يَعقِلونَهُم عُلالَةَ أَلفٍ بَعدَ أَلفٍ مُصَتَّمِ تُساقُ إِلى قَومٍ لِقَومٍ غَرامَةً صَحيحاتِ مالٍ طالِعاتٍ بِمَخرِمِ لِحَيٍّ حِلالٍ يَعصِمُ الناسَ أَمرُهُم إِذا طَلَعَت إِحدى اللَيالي بِمُعظَمِ كِرامٍ فَلا ذو الوِترِ يُدرِكُ وِترَهُ لَدَيهِم وَلا الجاني عَلَيهِم بِمُسلَمِ سَئِمتُ تَكاليفَ الحَياةِ وَمَن يَعِش ثَمانينَ حَولاً لا أَبا لَكَ يَسأَمِ رَأَيتُ المَنايا خَبطَ عَشواءَ مَن تُصِب تُمِتهُ وَمَن تُخطِئ يُعَمَّر فَيَهرَمِ وَأَعلَمُ عِلمَ اليَومِ وَالأَمسِ قَبلَهُ وَلَكِنَّني عَن عِلمِ ما في غَدٍ عَم وَمَن لا يُصانِع في أُمورٍ كَثيرَةٍ يُضَرَّس بِأَنيابٍ وَيوطَأ بِمَنسِمِ وَمَن يَكُ ذا فَضلٍ فَيَبخَل بِفَضلِهِ عَلى قَومِهِ يُستَغنَ عَنهُ وَيُذمَمِ وَمَن يَجعَلِ المَعروفَ مِن دونِ عِرضِهِ يَفِرهُ وَمَن لا يَتَّقِ الشَتمَ يُشتَمِ ومن لا يزد عن حوضه بنفسه يهدم ومن يخالق الناس يعلم وَمَن هابَ أَسبابَ المَنِيَّةِ يَلقَها وَإن يرق أَسبابَ السَماءِ بِسُلَّمِ وَمَن يَعصِ أَطرافَ الزُّجاجِ ينلنهُ يُطيعُ العَوالي رُكِّبَت كُلَّ لَهذَمِ وَمَن يوفِ لا يُذمَم وَمَن يُفضِ قَلبُهُ إِلى مُطمَئِنِّ البِرِّ لا يَتَجَمجَمِ وَمَن يَغتَرِب يَحسِب عَدُوّاً صَديقَهُ وَمَن لا يُكَرِّم نَفسَهُ لا يُكَرَّمِ وَمَهما تَكُن عِندَ اِمرِئٍ مِن خَليقَةٍ وَإِن خالَها تَخفى عَلى النّاسِ تُعلَمِ وَمَن يزل حاملاً على النّاسَ نَفسَهُ وَلا يُغنِها يَوماً مِنَ الدَهرِ يُسأَمِ

الي من يقرا

ما احسن صوتك  يا صديقي
لمن انت تقول ما لنا هنا عيش جديد
ما انت يا عيش ؟ اين انت ؟
هل لك شيء هنا لان تقول ؟
انا اقول يا عىش انا الذي صديقك 
استمع كل وقت اليك 
 لم لا تنشد ولم لا تبكى
ااخذ اذني في صدرك
لسانك لا تقرا ولكن صدرك تقول
لم انت يا عيش معي كل وقت
وانت لا تقول لم انت معي كل وقت 
كل قت كل وقت

Thursday, October 20, 2016

K. Kannan on triple talaq laws in India and in several Muslim-majority countries: Frames of reference

K. Kannan on triple talaq laws in India and in several Muslim-majority countries: Frames of reference: The thicket of legal dialogues on the validity of triple talaq conceals the result of churnings that have already taken place in our courts on this subject. The renewed debate has come through a quest

Tuesday, October 18, 2016

Wajahat Habibullah on reforming personal laws: Deciding issues of personal law

Wajahat Habibullah on reforming personal laws: Deciding issues of personal law: Thirteen years ago, Justice V.R. Krishna Iyer, pleaded in a piece titled ‘Unifying personal laws’ in The Hindu (September 6, 2003): “My powerful plea is that the personal laws may be reformed from wit